أسس الحياة الإنسانية الروحية فى القرآن الكريم

Abstract

ملخص الدراسة : صدرت موضوعي هذا بمدخل من فقرتين : الأولى بعنوان : سر الخلق والإيجاد وبينت فيها أن الله عز وجل لم يخلق الخلق عبثاً ، ولم يتركهم سدىً بل خلقهم ليذعنوا لله بالعبودية ، لأدراك حكمة الخلق والإيجاد ، الهائلة الضخمة وهي " العبادة" بمفهومها الشامل . أما الثانية : وهي حكمة : ابتعاث الرسل فذكرت فيها الحكمة من ابتعاثهم وهي : هداية الناس ، وبيان ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، لأن هؤلاء الرسل هم الواسطة بين الله وخلقه ، وهم القدوة و القادة الذين يجب أن نقتدي بهم فى كمال الإيمان ، وحسن الأخلاق . وبعد هذا المدخل ، تحدثت فى الفصل الأول الذي هو بعنوان : القرآن نظام معرفي لهداية البشر . أن القرآن كتاب هداية وإعجاز ، وأنه اشتمل على كل شيء من أمور الدين والدنيا ، بصريح العبارة ، أو الإشارة ، أو بتوجه الخطاب للأمة للبحث والتقصي لإدراك حقائق الأشياء والانتفاع بها . وذلك لتقوية الإيمان الذي هو : اعتقاد ، وتصديق ، وعمل ً بالجوارح ، وقول باللسان والصدق . كما بينت فى هذا الفصل أهمية وفضل الذكر ، خاصة فى زماننا هذا ، الذي انشغلنا فيه بالماديات ، وطغت المادة علينا ، أكثر من الروحانيات فالذكر نور ، وطمأنينة للنفس وسبب للهداية ، وسد لمسالك الشيطان . كما ذكرت فى الفصل فوائد التقوى في الدنيا والآخرة ، وإنها سبب لسعادة الفرد والمجتمع . وخاصة لو اجتمعت معها الخصال النبيلة ، كالصدق ، والإخلاص ، والصبر ، والأمانة ، والعدل ، فيصير المسلم قرآناً يمشي بين الناس . وفى الفصل الثاني : حكم وأسرار العبادات وكيف تؤدي إلى حياة كريمة بينت فيه أن العبادات كلما ارتبطت بأسرارها وحكمها، كان إيقاع العبادة وأثرها في النفس كبير ، فمعرفة فضائل الأعمال تشجع على العبادات والإخلاص في أدائها ، لنيل الثواب من الله تعالي ، والإخلاص فيها لله تعالي . وفى الفصل الثالث : الإنسان خليفة الله في الأرض . ذكرت فيه أن الأمة لو أرادت الرجوع إلى مجدها المشرق فلابد من تحقيق الخلافة ، وهذه الخلافة لا تتحقق إلا بتحقق شروطها وأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، بشروطه و أركانه وآدابه لابد من تحققه والقيام به ، بالعلم والمعرفة والصدق والنصح لله تعالى لا بالتشهير والتجسس . كما بينت فى هذا الفصل أهمية التعاون على البر والتقوى ، بين أفراد المجتمع ، فى ضرورة تحقيق معاني الإيثار والايحاء ، وأن التعاون بين أفراد الأمة يعزز فيها معاني الوحدة والإتحاد ، ويحيى فيها النشاط بالتسابق على الخير ، ويمحو من القلوب الحسد والحقد والكراهية بين أفراد المجتمع . كما تحدثت فى هذا الفصل أن الشيطان كان وما زال هو العدو الأول لبني آدم منذ بدء الخلق . وذكرت أن الشيطان له طرق وسبل لغواية بنى آدم، فيجب معرفتها وسد تلك الطرق والسبل ، بالتحصين والذكر والإيمان ، كما بينت فى هذا الفصل مفهوم الهجرة إلى الله ، وأنها الهجرة من المعاصي بتركها ، والهجرة بأنوار الدين من شر الحاسدين ، حتى لا يفسدوا ديننا الذي هو مقدم على حبنا لأوطاننا . وأن الهجرة تجب وتشرع بشروط ذكرتها في هذا البحث . فمتى خرج المسلم وفر بدينه فإذا قويت شوكته عاد لجهاد أعداء الله ، لإعزاز الدين ونصرة الحق والمظلومين . وأخيراً تحدثت في هذا الفصل عن شروط التمكين ، فمتى تحققت هذه الشروط مكننا الله فى الأرض واستخلفنا فيها ، لتعميرها والسير بها نحو الله وإسعاد البشرية فى الدنيا والآخرة . ثم ختمت البحث بخاتمة ذكرت فيها عدد من النتائج أهمها: أ‌- خلو معظم كتب الفقة قديماً وحديثاً من الحكم والأسرار التي من أجلها شرعت العبادات ، خاصة كتب سادتنا المالكية . ب‌- انحسار شعيرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عند السواد الأعظم من المسلمين. كما ذكرت فى الخاتمة عدداً من التوصيات أهمها : أ‌- أن يرتبط تأليف الكتب والرسائل بحكم وأسرار العبادات ، خاصة الكتب والرسائل المختصرة الموجهة إلى العامة . ب‌- إنشاء جمعيات شعبية تطوعية تقوم بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من ذوي العلم والمعرفة والورع والصدق ، تحت إشراف سلطان الدولة ، ومرجعية علمية عليا من كبار العلماء والمختصين فى شؤون المجتمع والأسرة . ثم ذيلت البحث بعدد من الفهارس بطريقة علمية سهلة وميسرة . والله الموفق ،،،،، محمد الأمين عبد الرحمن الفكي – الباحث