Abstract:
مستخلص البحث
حرية الصحافة هو موضوع يطول شرحه نسبة للازمة الكبيرة التي تعاني منها الصحافة لذا لا يمكنني القول باني قد اوفيت الموضوع حقه لان الصحافة هي الناطق الرسمي بسم الشعب ، فهذه الدراسة هي نبذة بسيطة فيمكن القول بان الصحافة في عصرنا هذا تعاني من ازمة عنيفة ولكن لحسن الحظ ان ذلك ليس في السودان وحده بل في كل الدول والسبب في ذلك ان الصحافة كانت في بدايتها اقلاما ترشد وتضئ وتكتب الطرائف وتزود القارئ بالمهم من الاخبار في الداخل والخارج فاصبحت حركة لا تهدأ في سبيل الحصول على الاخبار وتتبعها فكانها رسالة فقط واصبحت صناعة وتجارة.
والحق ان الإعلام في ذاته مشكلة من اخطر مشكلات الحضارة الحديثة بل انه لا يقل في خطورته عن الطب والتعليم ونحوها من المرافق ، فقد ينتج عن الخطأ في التعليم ان يتأخر عن الطالب في التخرج وينتج عن الخطأ في الطب والعلاج ان يتعرض عدد قليل من المرضى للموت، أما الخطأ في الإعلام فيسبب أضراراً جسيمة منها إفساد العلاقات بين الأفراد بعضهم ببعض ومنها تعرض الهيئات والجماعات لطائفة من الخسائر لا يمكن تعويضها فيما بعد.
وعلى هذا فإن الصحافة ليست صناعة ولا تجارة وانما رسالة وإذا عجز رجال الصحافة عن فهم هذه الحقيقة فيعني ذلك انهم إترضوا لأنفسهم أن يكونوا صناعاً وتجاراً ولكنهم إذا فهموا هذه الحقيقة ارتفعوا بأنفسهم إلى مراتب القادة والمصلحين.
وتأتي أهمية هذه الدراسة لصعوبة المعادلة المطلوبة بين حرية الصحافة كاهم حريات الإنسان التي نصت عليها الدساتير والمواثيق الدولية وبين مصلحة المجتمع في تجنبه ما تجره من شرور وما تخلقه من اثار ضارة بمصحلته من جانب أخر.
وأخيرا ليست هناك حرية مطلقة سواء في الدول المتحضرة أو الانظمة الشمولية ولكن هناك قيود لحرية التعبير وإن مصطلح حرية مصطلح ضبابي يضيق ويتسع في كل نظام من الانظمة ، وإن الحرية هي التي تولد الحوار وينشا الحوار في مناخ ديمقراطي ، والحرية امر نسبي سواء في الفكر الإسلامي أو الغربي وهي ليست مطلقة وانما هنالك الحرية المسئولة التي لا تتعدى مصالح الآخرين. وكما ان هناك قوانين للصحافة تنظم حرية النشر فهنالك أيضاً أخلاق تنظم العمل الصحفي.
ج
