شندي التاريخ والحضارة - سلسلة محاضرات قدمت في العام 2016

Abstract

بدأ نشاط منتدى كلية الآداب الثقافي – الفكري منذ عام 1997م بتقديم محاضرات عامة بالكلية تناولت العديد من القضايا ، ولما كان ربط الكلية بالمجتمع المحلي وتوثيق الصلة به ، وأن تكون مرتكزاً علمياً أصيلاً لرفع مستويات المواطنين اجتماعياً وثقافياً . من أهم أهداف الكلية ، انتقل نشاط المنتدى لنادي شندي الثقافي الاجتماعي ، حيث وجدنا من مجلس إدارته رغبةً جادة في تفعيل النشاط الثقافي بالنادي أثناء حضورنا احتفالهم بالذكرى الستين للإستقلال في يناير 2016م ، وأعلنا معهم شراكة بتقديم محاضرة شهرية لمدة عام خلال العام 2016م ، وعندما قدمنا مقترحنا للأخ / أ.د . تاج السر حسن محمد أحمد مدير الجامعة ، أبدى مشكوراً موافقته ودعمه للفكرة . إخترنا أن يكون محور هذه المحاضرات هو مجتمع مدينة شندي وقضاياه ولذلك كان العنوان الرئيس " شندي التاريخ والحضارة " وكان ثمرة هذا العمل تقديم تسع محاضرات عن " الأندية ، السياحة ، التعليم الأهلي ، الأقباط ، البيئة ، الرياضة ، الشعر والغناء ، الاقتصاد ، الحراك الوطني " . وقُدمت جميع هذه المحاضرات في الأمسيات بنادي شندي الثقافي الاجتماعي، ولتحقيق التفاعل بين الجامعة والكلية من جهة والمجتمع المحلي من جهة أخرى ، فقد اشترك الطرفان في تقديم المحاضرات " أساتذة الجامعة والمهتمين والباحثين من المجتمع المحلي " كما تناوبا في إدارة ورئاسة المحاضرات . استمر هذا النشاط ليكتمل بتوثيق معظم هذه المحاضرات في هذا الكتاب الذي بين أيديكم والذي يتضمن تمهيداً وتسع محاضرات وملاحق وخاتمة ، وطالما أن العنوان الرئيس للكتاب هو " شندي التاريخ والحاضرة " فكان لابد من تمهيد عن تاريخ وجغرافية مدينة شندي تكرم بتقديمه - د. هاشم بابكر محمد أحمد علوب . ثم تلى هذا التمهيد المحاضرات حسب ترتيبها الزمني . تأكيداً لدور الأندية الثقافي والاجتماعي كانت أولى محاضراتنا عن الأندية حيث قدم ، د. هاشم بابكر محمد أحمد علوب – محاضرة أصيلة عن " تاريخ الأندية بمدينة شندي في فترة الحكم الثنائي – 1899م – 1956م – معتمداً في ذلك فيما جمعه من وثائق من دار الوثائق القومية وما سمعه من المعاصرين ، فتمكن من حصر هذه الأندية وتصنيفها وتحديد أدوارها الثقافية والاجتماعية والسياسية والرياضية . ولما كان للسياحة خصوصية بمحلية شندي فقد اتحنا المجال للأستاذتين – د. حرم أبو القاسم مدير – و كوثر حسن عبد المجيد الخطيب – لعرض واقع السياحة ومستقبلها بمحلية شندي فجاء الحديث وافراً ومفصلاً عن الموارد السياحية المتنوعة بمحلية شندي والتطور الذي حدث في النشاط السياحي منذ عام – 1998م – عن طريق المعارض السياحية وإصدار الكتيبات وإقامة المهرجانات . ولأهمية التعليم ولريادة شندي في التعليم الأهلي جاء الحديث من د. ناصر محمد عثمان عبد الرحمن المتخصص في تاريخ المنطقة . معتمداً على قدر وافر من المصادر والمراجع المتنوعة " وثائق ، تقارير ، كتب ، صحف ، مقابلات شخصية " . ومنها عُرَّف بالتعليم الأهلي وبداياته ثم حصر وصنف مؤسسات التعليم الأهلي بشندي " الخلاوى والمدارس " ، كما وضَّح دور مجتمع مدينة شندي في دعم التعليم الأهلي ورعاية مؤسساته . لم يغفل المنتدى عن مجتمع مدينة شندي بتركيبته المتنوعة والمتسامحة وخصوصية شريحة الأقباط " النقادة " وتعايشهم بالمدينة فخصص محاضرة عن تاريخ ودور الأقباط في مدينة شندي تحدث فيها حديث العارفين الأستاذين – سمير هابيل يعقوب – وعلي الطيب جاد الرب – قدما فيها تعريفاً بتاريخ الأقباط " النقادة " في مصر وهجرتهم للسودان ولمدينة شندي وإسهاماتهم الثقافية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية في مدينة شندي . وبما أن مخاطر البيئة وإصحاحها أصبح واحداً من أهم القضايا التي تهدد المدن جاءت مشاركة الخبير في مجال البيئة . م. زراعي عصام الدين إبراهيم جمال الدين بتقديم محاضرة علمية رصينة عن قضايا التنمية وإصحاح البيئة . " شندي نحو مدينة خضراء " . والتي قدم فيها تعريفاً بالبيئة ومهدداتها ، كما طرح مشروع حُلم بأن تصبح شندي نموذجاً لمدينة خضراء . ونسبةً للدور المهم الذي تلعبه الرياضة في توثيق التواصل الاجتماعي قدم ثلاثة من الخبراء محاضرة مشتركة وشاملة عن الحركة الرياضية بمدينة شندي " الماضي و الحاضر " تناول الأأستاذ / علي حسين أبو راس . مراحل تطور النشاط الرياضي ، بينما استعرض الخبير خالد فضل جبرالله نشأة وتطور التحكيم بمدينة شندي ومعوقاته . وكذلك تحدث الخبير عبد الغني عبد الرحمن محمد عن نشأة وتاريخ التدريب ولجانه بالإتحاد المحلي لكرة القدم بشندي . ومما لاشك فيه ذلك الأثر الكبير الذي أسهم به الشعراء و المغنين في إثراء وجدان إنسان مدينة شندي والسودان ، ولتوضيح هذا الجانب قدم الباحثان / خضر سليمان فضيل و محمد البشير محمد عثمان محاضرة متكاملة عن الشعر والغناء في محلية شندي عبر العصور ، وبأسلوب شيق تناول خضر فضيل الشعر في منطقة شندي معالجاً أنواعه ونماذج لبعض الشعراء وشعرهم ، أما محمد البشير عثمان فقد تحدث بأسلوبه الممتع عن تطور الأغنية في المنطقة وإسهامها في تطوير الأغنية الوطنية " الحقيبة " ثم استعرض نماذج من فناني المنطقة حسب العقود حتى ثمانينات القرن الماضي . كما رأينا أنه لابد من أن يكون الاقتصاد حاضراً في هذا المنتدى ولذلك شاركنا الأستاذين المختصين – د. محمد زروق محمد إبراهيم و أ. أمير عبدالله محمد أحمد حمزه – بمحاضرة علمية قيمة عن الموارد الاقتصادية بمحلية شندي " الفرص والتحديات والرؤى المستقبلية " حيث قدم المحور الأول : أ. أمير عبدالله وكان عن تعريف لمفهوم الموارد وأنواعها ، بينما شرح د. محمد زروق في المحور الثاني الموارد الاقتصادية بمحلية شندي معرفاً بمحلية شندي ومؤكداً أن المحلية تذخر بموارد اقتصادية متنوعة أهمها " الزراعة – الثروة الحيوانية – الصناعة – السياحة – التعليم – الصحة – السكن – الخدمات – الاتصالات والتنمية " . وفي المحور الثالث يعود الأستاذين ويقدمان تشخيصاً علمياً مؤسساً بتوضيح الفرص المتاحة والرؤى المستقبلية . وكانت خاتمة محاضرات المنتدى متزامنة مع الاحتفال بالذكرى الـ 61 للإستقلال 2017م ، وجاءت بعنوان الحركة الوطنية ما بين شندي والعاصمة ، قدم فيها الكاتب والإعلامي مصطفى محمد الحسن محمد سعيد توضيحاً شافياً للدور الذي قام نادي شندي ورموز شندي الوطنيين في تحقيق الإستقلال . ولتعميم الفائدة أضفنا ثلاثة ملاحق ، الملحق الأول : عبارة عن محاضرة قدمها د. حسن عوض الكريم علي بعنوان " عرض وتحليل لمؤلف عبدالله محمد الشيخ بابكر – موتى شندي والمتمة – 1941م / 2014م " وكانت هذه المحاضرة قد أُعدت لتغطي دور عبدالله الشيخ في التوثيق للوفيات بالمنطقة ، ضمن فترة المنتدى ولكن أرادت الأقدار أن تأتي بعد انتهاء نشاط المنتدى وعن طريق لجنة تأبين عبدالله الشيخ في مناسبة تأبينه بنادي شندي . أما الملحق الثاني فهو ما أفادنا به السيد عبدالوهاب الصافي الجعلي والذي طرح فكرته ورؤيته بتكوين هيئة لشندي الكبرى تعنى بنهضة وتطوير شندي . وجاء الملحق الثالث شعراً من الأستاذ محمد عثمان أحمد سالم في قصيدته " توثيق خواطر (3)" والتي وثق فيها عن خواطره شعراً للعشرين سنة التي عاشها في شندي ما بين معهد التربية وجامعة شندي . نأمل أن تجدوا في هذا الكتاب ما يفيد وأن نكون قد وفقنا فيما قصدنا .